بقلم : ريم الوقيان
استوقفتني قصتان لبعض القراء، وهاتان القصتان متناقضتان لتصرفات الرجل بعد الطلاق، فمواقف بعض الرجال ضد المرأة المطلقة تنم عن شهامة ورجولة تجاه أسرته بعد الطلاق، فالشهامة تصرفات يقوم بها الرجل بناء على ما تربى عليه من قيم ومبادئ وأخلاق.
فالقصة الأولى كانت بكل اختصار لزواج استمر 15 سنة أثمر أولادا وبنات، ولكن لم يستمر هذا الزواج وتم الطلاق، وخرج الزوج من البيت الذي يملكه وتركه لزوجته لتعيش فيه مع أولادها، وكان يدفع مصاريف ونفقات أبنائه.
وتزوج مرة أخرى وكانت زوجته متفهمة لظروفه وعاشت معه في سكن إيجار لسنين طويلة ولم يطالب طليقته وأم أبنائه بالبيت الذي يملكه وذلك احترام للعشرة والذكريات التي كانت بينهما. والحمد لله رزقه الله وعوضه ببيت آخر وكان الرابح الأكبر معنويا تجاه أسرته.
أما القصة الثانية فكانت لزواج استمر 15 سنة أثمر أولادا وبنات، ولكن لم يستمر هذا الزواج وتم الطلاق، وكان الزوجان يملكان شقة مناصفة بينهما للإيجار تعينهما على مصاريف الأبناء واستمر الحال بعد الطلاق سنتين وكانت الزوجة تدفع مصاريف ونفقات أبنائها من معاشها وإيجار الشقة التي كانت مناصفة بينها وبين الزوج، حيث كان الرجل يمتنع عن الإنفاق على زوجته وأبنائه سنين طويلة قبل الطلاق، وهذا السبب الرئيسي للطلاق وكان يطالبها بالتنازل عن الشقة له من دون أي مقابل.
وبمجرد زواجه من أخرى أعلن الحرب على طليقته وأبنائه، وبدأت المشاكل وفجر في الخصومة وذلك برفع قضية ضدها يطالبها بالإيجارات القديمة وبقيمة الشقة وفرزها وبيعها.. ومازالت القضية إلى الآن تنظر في المحاكم.
للأسف الشديد الشهامة والرجولة انعدمت في هذا الزمن، فهناك قضايا كثيرة في المحاكم على أتفه الأسباب، لم يراعوا الاحترام والعشرة والذكريات التي كانت بينهم، لم يراعوا احترام أولادهم ونفسياتهم المعنوية برفع القضايا على الأم، ممكن بكل هدوء وسهولة تنحل على طاولة المفاوضات، ولكنه كان الخاسر الأكبر معنويا تجاه أبنائه.
٭ من الفرية: ليس علينا أن نتحول إلى أعداء إذا لم تنجح علاقاتنا.